الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

نازك الملائكة في شعر عبد العزيز المقالح






يموت الشهيد
ولا العبقري سوى مرة
حين يولد...
ثم تظل الحياة ترافقه
في بروج من الضوء
مكنونة في ضمير الزمان
وفي رحمة الله.
هل يدرك الموت شمساً
تظل على الأفق ساطعة
هل يواري الفناء الوجود؟!
هكذا حين غادرت الأرض
سيدة الكلمات
الى رحلة في ضمير الحياة الجديدة
لم يـكن يـدرك الموت أيـن تـقـيم
وما كان من بين من حضروا
حفلات الوداع.
لماذا يقولون ماتت؟
وما أدرك الموت ظلاً لها
إنما ابتدأت رحلة
في مدار الخلود.
كان صوت العراق على – البعد – يسأل:
كيف تفك طلاسم وحدتها
وتعاويذ حيرتها
وهل الصمت باب الى الشعر
باب الى برزخ الكلمات؟
ومن أين تأتي العذوبة
لليل
في زمن ليس فيه من العشق
عطر ولا أجنحة؟
هل سمعت قُبيل الرحيل
بأنكِ حين تغيبين
ساعة يرتفع الروح
يَسَّاقط الوقت
ينشق صدر القصيدة جرحاً عميقاً
ويهبط صمت الغبار
على نجمة الليل
ينغلق الضوء
في غرفة الأسئلة؟
هل سمعت قبيل الرحيل
أن العراق تشظّى
وأن لا غيوم على حافة الشمس
لا ماء في نهر دجلة،
لا صوت يركض في شارع
ملّ أحذية الغرباء
وما عاد يستطيع
حمل الجنائز
للمقبرة؟!
لماذا إذاً ابتدأ القصف
يرتعش القلب
تأوي القصائد مسرعة
نحو قاع الجفاف
وتهرب من صوتها الضفتان؟
لماذا تموت القصائد
عند خطوط القتال
ولا يتبقى من الشعر
غير الشظايا
وغير الرماد؟
في السماء البعيدة
- سيدتي –
حيث لا سقف
لا سجن
يحتفل الخالدون من الشعراء العظام
بطلعتك العربية
بالشعر مكتملاً،
بينما نحن أطفال «عاشقة الليل»
ننتظر الموعد المتوهج
- ساعتها –
عند أقصى النهار
سنلقاك،
يبهرنا وجهُك المتسامي
وسوف يكون الزمان الجديد جميلاً / ولا موت فيه،
ولا حزن
لا شعراء يبيعون ماء قصائدهم
للطغاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رد على الموضوع