الاثنين، 11 يناير 2010

ترنيمات في حب الوطن



سواء كانت مقولة «حب الوطن من الإيمان» حديثاً أو كانت مقولة مأثورة فإن ذلك لايقلل الإيمان أبداً من ثبوت معنى المقولة.. فحب الوطن من فعلاً أو لصيق به، فكما الإيمان فطري يولد مع الإنسان كذلك هو حب الوطن أيضاً..
وهو أيضاً ينمو مع الإنسان خلال حياته وتجاربه التي يخوضها.. ويتأثر بكل ذلك ولكنه أبداً لايموت..!!
- أن تحب وطنك فذلك معناه أن ترابه .. شواطئه وجباله .. سهوله وصحاريه.. باختصار تحب كل ما فيه وكل ما هو عليه.. إذ من المحال تجزئة حب الوطن .. فلا يمكن أبداً أن يحب الإنسان شواطئ وطنه - مثلاً - ويكره جباله .. وحب كهذا ليس حباً للوطن..!!
- المحبون لأوطانهم هم وحدهم القادرون على بنائه بكل ماللبناء من معان وأشكال .. بل إن مجرد الحلم ببناء الوطن هو أيضاً من حب الوطن .. لذلك دائماً ينتصر الوطن لمحبيه ويسقط في النهاية كل الذين تاجروا بحب الوطن وزايدوا به..!!
- الأوطان تكبر بأبنائها وتتسع وتعاظم بهم .. أما أولئك الذين يسعون لإصغار أوطانهم هم رغم أنهم منها إلا أنهم أعداء لها.. سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه .. وهؤلاء لن يغفر لهم التاريخ خيانتهم وتآمرهم على أوطانهم .. فلا شيء يغفر لهم مايسعون له..!
- الوطن كيان قائم بذاته .. لايرتبط بالأشخاص أو الهيئات أو الكيانات الموجودة فية .. وسواء اختلفنا مع هذه الموجودات أو اتفقنا معها يظل الوطن بعيداً عن خلافاتنا واتفاقاتنا .. وأي إقحام للوطن في خلافاتنا واتفاقاتنا.. ماهو إلا حماقات من شأنها أن تدمره.. فالوطن ليس ملكاً لأحد وليس حكراً على ولايحق لأحد أن يحدد للوطن هويته..!!
- إن ما يعطينا إياه الوطن هو انعكاس لما نعطيه نحن له.
لذلك لايحق لنا أن نطلب من الوطن شيئاً لم نعطه نحن له.. أو لم نكن صادقين في ذلك.
إن حب الوطن يفرض علينا أن نكون معه ضد كل ما من شأنه الإضرار به دون أن ننتظر مكافأة من الوطن أو نطلب شيئا في المقابل.. وهذا هو الدليل الأول على صدق حبنا للوطن.. إن كنا نحبه فعلاً.!!

بربكم ماذا تريدون





بربكم ماذا تريدون؟!
كلمة الثورة
السبت - 9 - يناير - 201



أظهرت آخر تجليات الاستغلال العبثي لمناخات الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير التي ينعم بها اليمن، أن البعض لم يرق له خفوت الضجيج المفتعل الذي تولت بعض قنوات الإثارة والتضخيم الترويج له، وصمَّ آذان الناس بالمبالغات التي تثير التوجس حول قدرة اليمن على مواجهة خطر تنظيم القاعدة.
حيث لم يعجب أولئك العبثيون انحسار ذلك الصخب الإعلامي غير المبرر، والذي تم الرد عليه بالعديد من الحقائق الدامغة على أرض الواقع، من خلال تلك العمليات الاستباقية الناجحة التي نفذتها أجهزتنا الأمنية ضد أوكار الإرهاب، مبرهنة بالدليل القاطع على مهارتها العالية وكفاءتها الرفيعة وقدرتها الفائقة على حماية أمن اليمن والسلم الداخلي وأنها تمتلك العزيمة والإصرار على تنقية أرض الوطن من أي وجود إرهابي، ليتأكد الجميع بأن اليمن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى ملاذ آمن للإرهاب وأن ما يحتاجه هو دعم أشقائه وأصدقائه للتغلب على مصاعب وتحديات الفقر والبطالة التي تشكل الأرضية الخصبة التي تتغذى منها نوازع التطرف والإرهاب.
فبمجرد أن توقف ذلك الصخب المسيء لسمعة اليمن اتجه أولئك الذين استبد بهم الحقد على وطنهم وأبنائه لتقمص دور تلك القنوات بإطلاق الضجيج عبر التصريحات والبيانات التي يتباكون فيها علناً وجهاراً على تنظيم القاعدة والخارجين على النظام والقانون ومن يرتكبون الأعمال التخريبية، ليؤكدوا بذلك الجنوح العبثي الفج إصرارهم على نشر الفوضى واستهداف الديمقراطية، من خلال الاستغلال العقيم، الذي يسعى إلى إفراغها من محتواها.
ولقد بات من الواضح مع الأسف الشديد أن هؤلاء الذين يتنكرون لحق الدولة في الدفاع عن أمن واستقرار مواطنيها والحفاظ على المصالح العليا للوطن إنما يهدفون بذلك دفع الأوضاع إلى منزلقات خطيرة لا تقوم لهذا الوطن بعدها قائمة.
ونسأل هؤلاء إذا كانوا لا يسعون إلى تلك النتيجة أن يفصحوا عما يريدون.. وهم الذين لم يتورعوا يوماً عن المتاجرة بهذا الوطن والتطاول على ثوابته والتعاطف مع أعدائه والتكسب والتمصلح من معاناة أبنائه.. قولوا لنا بربكم ماذا تريدون، وأنتم الذين لم تسعدونا يوماً بأي شيء إيجابي يعود بالنفع على هذا الوطن وشعبه..؟! خاصة بعد أن صارت صورتكم واضحة ونواياكم مكشوفة فكل مواطن يمني بسيط يعرف تماماً أنكم لا تعملون لمصلحة الوطن أو مصلحة أبناء شعبه ولا حتى أحزابكم، التي عملتم على جرها إلى التماهي مع المشاريع الصغيرة التي تتهدد اليمن ووحدته وسيادته وأمنه واستقراره فهل لنا أن نعرف ماذا تريدون..؟!.
لقد ناديتم بالحوار وسرعان ما انقلبتم عليه عبر الشروط المسبقة والتعجيزية، ودعوتم إلى المزيد من الإصلاحات السياسية والديمقراطية، فيما ترفضون إصلاح حالكم وأنفسكم وتقويم مواقفكم وليس هذا وحسب بل أنكم من تتحدثون عن حرية الرأي والتعبير في الوقت الذي تعملون على انتهاك هذه الحرية على رؤوس الأشهاد بدفاعكم عن الممارسات الخاطئة التي لا هدف لها سوى تفخيخ الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير بـ:"المفرقعات" وليس "الأقلام"!! لتصل بكم هذه المفارقة حينما تدعون إلى دولة النظام والقانون في حين تصطفون إلى جانب المنتحرين على قارعة الإرهاب والتطرف وكل فكر فاسد ومجرم هارب، ومتمرد منحرف وانفصالي مأجور ومخرب مرتزق، وقاتل سفاح حمل السلاح لإزهاق أرواح الأبرياء بدم بارد وكيف لمن يدعو إلى دولة النظام والقانون، أن يصبح مصلحاً وهو من يتحالف مع الخارجين على النظام والقانون في السعي إلى الهدم وليس البناء، والأغرب من كل ذلك أن يكون أول من يكشر عن أنيابه إذا ما قامت الدولة بواجباتها في مواجهة أولئك البغاة والقتلة وإفشال مخططاتهم الشيطانية الضارة بأمن الوطن واستقراره، وهل بوسع من يتصدر للدفاع والتبرير عن أولئك الجرذان من الإرهابيين والمخربين السفاحين ويتقمص دور الشيطان أن يؤتمن على وطن ومصالحه ومكاسبه وانجازاته.
ومرة ثالثة ورابعة وخامسة نقول: ماذا تريدون لليمن بتماهيكم واصطفافكم مع خصومه وأعدائه.؟!.
هل تريدونه مدمراً منتهك السيادة، وممزقاً إلى كانتونات صغيرة تتصارع في ما بينها ويضرب بعضها بعضاً؟!.
وماذا تريدون من أبناء هذا الوطن بوقوفكم جنباً إلى جنب مع مثيري الفتن والدعوات المناطقية والانفصالية التي تزرع الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد؟!.
قولوا لنا بربكم ماذا تريدون خاصة وأن كل ما يصدر عنكم لا ينم عن عقل رشيد ولا فعل سديد ولا عمل صالح ولا حكمة أو وعي حصيف، وتصبح مثل هذه التساؤلات أكثر إلحاحاً ونحن نجد أن ما يصدر عنكم لا يبتغي سوى إغراق البلاد في فوضى عارمة تطحن كما يطحن الحب في الرحى؟!.
وذلك لن يتم، فالشعب اليمني لن يسمح لأي كان بالتلاعب والعبث بأمنه واستقراره ومنجزات ثورته ووحدته ومسارات تجربته الديمقراطية شاء من شاء وأبى من أبى!!.

حتى نكون على مايرام

حتى نكون على ما يرام..!!
عبدالله الصعفاني


الأحد - 10 - يناير - 2010




عبدالله الصعفاني
لست في وارد القيام بمحاولة بائسة تهدف لتغطية شمس النهار بالغربال.. لكن ما تقدحه الفضائيات إلى عيوننا وأسماعنا هو أمر يستحق النقاش ليس على طريقة النعامة ولكن أيضاً ليس بطريقة النائحة المستأجرة أو حتى الثكلى اللّطامة..
* اليمن ليس على ما يرام.. نعم.. فتنة في أقصى الشمال يكابر الحوثي في الخروج منها بمكاسب غير عابئ بكون أهدافها جميعاً خاسرة .. فاسدة.. لأنها بصريح العبارة قتلت الأخ والصديق وشردة الطفل والشيبة وأساءت إلى كرامة النساء النازحات.
* واليمن نعم ليس على ما يرام لأن انفصالي عام 1994م يجرّب حظوظه في إعادة المحاولة تحت مسمى "الحراك" غير مدرك لمنطق التاريخ والجغرافيا وشبكة النسيج الاجتماعي وتداخل مصالح اليمنيين عبر الشمال والجنوب والشرق والغرب.. الماء واليابسة يجعل من إعادة البرميلين خليط من المأساة والملهاة لأن البديل للوحدة لن يكون الانفصال وإنما التمزيق التعددي الذي لا يذر ولا يبقي.
* واليمن نعم ليس على ما يرام في محاولة القاعدة جمع شتاتها والدفع بذلك الشتات إلى اليمن والاتفاق المريب مع الحوثي إلى مقاتلة أمريكا حتى آخر مواطن يمني وآخر منشأة يمنية بدليل أن ما أصاب المصالح الأمريكية لا يكاد يذكر مع ما أصاب اليمن والشعب اليمني من الخسائر التي تصنعها القاعدة.
* ثم لا ضير من الاعتراف بأن بلادنا ليست بخير وهي تنهج سياسة الباب المفتوح أمام النزوح الصومالي والنزوح الافريقي وأيضاً لديمقراطية بنظام الأبواب المخلوعة.. فضلاً عن الخزانة المنهوبة والشوالة المخرومة.
* وأيضاً لسنا بخير في وجود هذا النمو السكاني وهذا الفقر.. وهذه البطالة وسوء الإدارة.. وهذه المراهقة السياسية المغلفة بالحقد في علاقة بعض الأطراف السياسية.. ولكن.. هل كل هذا يشفع لكل ذلك العبث بعقول المتابعين والمهتمين بالشأن اليمني خارج الوطن وداخله.
* ثمة مساحة أمل وإشراقة تفاؤل في قادم يمن أفضل لو أحسن صناع القرار تفعيل إرادة القراءة الصحيحة لما يجري على الخارطة اليمنية.
ولن تكون هذه القراءة صحيحة دون أن تصاحبها إرادة أخرى تنطلق من شرعية المؤسسات القائمة وشرعية هذه المؤسسات في أن تواجه كل ما هو مختل.. وعابث وفاسد ومخرّب بالقانون وبوحي من العقد الاجتماعي.. وسيكون مدهشاً لو جرى تحريك المتفرجين والصامتين بما هو جاد وملموس من مواجهة الفاسد والعابث والمترهل تجديداً للأمل.
* وما يجب أن تفهمه الأصوات الصافية والمبحوحة في قنوات "اللطم" أن العاصمة السياسية صنعاء والعاصمة الاقتصادية عدن أكثر أمناً وهدوءاً من أي وقت مضى وأن هذا الأمان ينطبق على المكلا وتعز والحديدة وكل المدن والمحافظات إذا ما استثنينا بعض المديريات.
* ماذا يعني هذا..؟.
يعني أن الدولة اليمنية قوية إذا أرادت أن تكون قوية.. ولا أظنها إلا قد أرادت أو ستريد ليس أمامها إلا أن تحدد خيارها وقرارها الذي يتصدى للتخريب والعبث.
* تحديات الحوثي والحراك والقاعدة والفقر والبطالة تفرض أن نفرج عن القوانين النائمة.. وهنا سنجد قطع السلاح قد انخفض عددها.. استخداماً بائساً أو استسلاماً لقوة القانون.. إن حالة الحرب والتحديات تسمح بتوجيه رسائل قوية نافذة ترتعد منها فرائص النفوذ الأهوج خارج منطق الدولة.. وفي سياق هذه الرؤية فإن ما يرونه الكثيرون كارثة يمكن أن نجعله فرصة لمعالجة المعتل وتصحيح المختل.. فالفيروسات التي لا تقتلك تقوي مناعتك .. فقط لنشحذ الإرادة.. ونوقف خطط الفرجة والتسويف وحينها إعرفوا .. أمور.


موتوا بغبائكم





وجّه أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، بمختلف شرائحهم السياسية والوطنية والاجتماعية صفعة مؤلمة ومدوية لتلك الشرذمة الانفصالية المأجورة، التي تطبعت على الارتزاق والخيانة، وذلك بوقفتهم الشجاعة والمشرفة في وجه دعوات تلك الشرذمة، التي باعت نفسها بثمن بخس لبعض العملاء والحاقدين على هذا الوطن ووحدته، ومسيرته الديمقراطية والتنموية .

حيث أكد الجميع وقوفهم صفاً واحداً في مجابهة عناصر ما يسمى بالحراك وحلفائهم في تنظيم القاعدة، الذين توزعوا على الشوارع كمجموعات ملثمة بهدف إرهاب المواطنين ودفعهم إلى إغلاق محلاتهم، والتجاوب مع دعوة الإضراب، أن وحدة الـ22 من مايو ليست سلعة تباع أو تشترى، بل هي استحقاق وطني لمسيرة حافلة بالتضحيات، قدم فيها أبناء هذا الشعب القوافل من الشهداء من خيرة أبنائه، وأنهراً من الدماء، تدفقت بغزارة من أجل بلوغ هذا الهدف العظيم، الذي ارتبطت به كل أماني وأحلام اليمنيين، أكان ذلك أثناء النضال ضد الإمامة والاستعمار، أو عقب انتصار الثورة اليمنية (26 سبتمبر / 14 أكتوبر)، وما اتسمت به هذه المرحلة من اعتراك سياسي، وصراع داخلي ودورات عنف كان محركها الأساسي الانتصار لذاتية اليمن ووحدته وسيادته، من خلال إعادة وحدة اليمن، التي بها اكتملت مضامين الثورة واسترد هذا الوطن ألقه الحضاري واعتباره التاريخي .

والأهم في هذا المشهد الوطني الوحدوي الجماهيري أنه كشف عن مدى هشاشة تلك الشرذمة الانفصالية ودعواتها البائسة، وأنها ليست سوى مجموعة محدودة من المرتزقة والمأجورين، الذين لا وزن لهم ولا تأثير، وأن ما أقدموا عليه من ممارسات تخريبية، وأعمال إرهابية، أمر مرفوض من كل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الشرفاء، الذين يعلمون علم اليقين أن تلك الشرذمة الانفصالية إنما تخدم أجندة خارجية، مقابل ما تحصل عليه من المال الحرام، وهي من دأبت على ذلك، مرحلة بعد أخرى، سواء أثناء صراعات الرفاق وثاراتهم، أو حينما حاولت الانقلاب على المعادلة الوطنية بعد قيام الثورة، وتحقيق الاستقلال، عبر تآمرها على المشهد الجديد، ومحاولة إعادة تكريس القديم بكل أوجاعه وأثقاله ومآسيه ومتاعبه .

وما حدث بالأمس لاشك وأنه قد أسقط كل الأقنعة الزائفة والخائبة، سواء منها تلك الوجوه الكالحة من المرتزقة والمأجورين من الانفصاليين وحلفائهم في تنظيم القاعدة، أو أولئك الذين بنوا رهاناتهم وحساباتهم السياسية والحزبية على ما يمكن أن تفضي إليه تلك التحركات الفوضوية المشبوهة من أعباء ومضاعفات على أجهزة الدولة، بغية الوصول إلى بعض المكاسب والمنافع الحزبية والسياسية والذاتية، خاصة وأنهم جعلوا من أنفسهم وأحزابهم غطاء للمتورطين في أعمال التخريب والإرهاب، وما تفرزه من نتائج وجرائم .

ونحسب أن الفشل الذريع الذي منيت به دعوة الإضراب، وإن كان أصاب عناصر (الحراك القاعدي) في مقتل، فإنه كان صادما وشديد المرارة على أولئك المتمصلحين من وراء الأزمات، الذين وجدوا أن ما كانوا يراهنون عليه وجعلوا دعمه في مقدمة أولوياتهم وحساباتهم، هو مجرد أصفار لا تسمن ولا تغني من جوع، وأنه بلغ من الاهتراء والخيبة والسوء والانحدار حدّاً يحول دون استخدامه كورقة للمساومة والمناورة السياسية والابتزاز. وأن ما عولوا عليه ليس سوى جثة هامدة ومن الطبيعي أن يجني أولئك هذا الحصاد المر لاعتمادهم على استراتيجية مغايرة لاستراتيجية الشعب اليمني، الذي يضع الوطن ووحدته في حدقات عيونه، وقد تبلور ذلك قولاً وعملاً بكل تفاصيله على أرض الواقع يوم أمس بتبيان لا يحتاج إلى توضيح .

ذلك واحد من الدروس التي نأمل أن يستفيد منها أولئك الواهمون والمأزومون، إذا بقي لديهم أي ذرة من عقل أو حكمة .

وبداية الطريق إلى الفهم والخروج من المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه هي في تغيير طريقة تفكيرهم وتعاملهم بما يتواءم مع معطيات الشعب لا معطياتهم الخاصة، ومعطيات الحاضر لا حسابات الماضي وتراكماته، باعتبار أن الزمن هو زمن الشعب، صاحب المصلحة الفعلية في الوحدة والديمقراطية والنهوض التنموي الشامل، ولا يوجد أي مبرر أو سند قانوني أو دستوري يمنح الحق لأحد مهما كان شأنه في ادعاء الوصاية على هذا الشعب أو على أي جزء من محافظات الوطن أو مناطقه، فالشعب هو صاحب الحق المطلق في السلطة وحكم نفسه والتعبير عن إرادته، والحفاظ على مقدراته ومكاسبه وإنجازاته ووجوده الوطني، الذي جعل من الوحدة مشروع حياة .

وعلى من لا يعجبه ذلك أن يموت بغيظه أو أن يشرب من ماء البحر. والحليم تكفيه الإشارة .