الخميس، 30 أكتوبر 2008

النعمة التي تحولت إلى نقمة


بعد لا حول ولا قوة إلا بالله.. وبعد "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" يحتار دليلي حول أيهما يسبق في الأهمية الحديث عن الكارثة المتمثلة في تداعيات تحوّل الغيث إلى نكبة وهو ما هو كائن في حضرموت والمهرة أم الحديث حول ما يجب أن يكون من التعامل الاستباقي مع نذر النكبات والكوارث. * ليس من إضافة على التفاعل مع كارثة تدفق السيول في شرق اليمن المهرة ومديريات حضرموت الوادي والصحراء والذي كان الرئيس علي عبدالله صالح على رأس ذلك التفاعل.. مبادرة.. متابعة من مشارف الكارثة.. وتوجيهات واضحة تمثل إضافة إلى معرفتنا بحسه الوطني والإنساني المسؤول.. الجديد الجدير بالتنبيه هو أن ما حدث امتحان يحتاج أن نتجاوزه بروح الأخوة والتعاون والإيثار والحميّة.. وهي أمور لا تقف عند المؤسسات الحكومية وإنما تتوقف طويلاً وتلفت نظر كل أفراد المجتمع إلى أهمية الوفاء باستحقاقات المواطنة بمعناها الإيجابي وليس بالفرجّة أو ركوب السيول المتشبعة بالتراب المجروف. * وعذراً لست هنا بصدد تنفيذ رغبة في ذر الملح على الجرح وإنما هي دعوة للحذر .. الحذر من ثقافة ما بدى بدينا عليه.. والحذر من ما نزل من السماء استلقفته الأرض. * ومن جديد سأبدأ من الأجد.. فعلى ذمة أهل الأرصاد والتنبؤ.. ثمة بخار من البحرين الأحمر والعربي ومن خلفهما المحيط الهندي وثمة منخفضات ومرتفعات مكدسة بمياه غير مالحة تضعنا أمام خيارين استعادة نعمة زمان أو تحويل كل غيث إلى نقمة.
في الأيام المنظورة حيث تأتي أمطار الصيف في بدايات الشتاء والعهده أيضاً على أهل الأرصاد أن حالة الجو في البلاد غير مستقرة في المسافة الممتدة من أقصى صعدة حتى أقصى عدن مع امتداد نشاط أخدود منخفض جوي لشرق افريقيا.. وأننا على مواعيد مع عواصف رعدية وأمطار وهذا يعني أن ننتبه كأفراد.. ونخفف قليلاً من هذه القدرية التي لا تأخذ في الاعتبار قول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم "إعقلها وتوكل" فكما أن النهر لا يملك تغييراً لمجراه فإن الأمطار هي الأخرى بحاجة لأن نحسن استقبالها ونؤمن للسيل مجراه فلا نخنقه بعناد فيخنقنا من حيث لا ندري.. * وثمة ضرورة أخرى وهو أن نكون في حالة وعي بمجموع المخاطر الافتراضية مثل الحيلولة دون تأثر خلفيات المنازل المبنية بمحاذاة التلال بحيث تتحرك المياه بعيداً.. الاهتمام بمجاري السيل بحيث لا تتعدد كوارث جرف المدرجات الزراعية، وأيضاً تفقد الأسطح الترابية للمنازل الريفية وإحياء ردود الأفعال السريعة لتخفيف الأضرار صيانة للأرواح. * وإذا لم تقم المحليات بدورها في توعية المواطنين بمخاطر البيوت الآيلة للسقوط وصيانة الطرق والحفاظ على منافذ السيول فماذا يبقى عندها من دور في قائمة الأولويات.