السبت، 14 مايو 2011

الغرباء في اليمن حكم قديم....هل يعود


بسم الله الرحمن الرحيم

المعروف تاريخيا أن التبابعة هم آخر اليمنيين الذين حكموا اليمن قبل الإسلام وجاء بعدهم خحكام أما محتلين للأرض اليمنية أو متسللين إليها, فبعد إنتها حكم التبابعة وضعف الدولة الحميرية جاءت الحملة الحبشية لإحتلال اليمن بحجة حماية نصارى الحجاز, "أصحاب الأخدود"
الذي أضطهدهم الملك معد يكرب بن يعفر الملقب "ذو نواس"
بعد إعتناقه الديانة اليهودية وإجبار اليمنيين على إعتناقها,فكانت الحملة العسكرية للأحباش الذين دخلوا صنعاء بعد موت الملك ذو نواس الذي فضل الغرق في البحر الأحمرعلى الإستسلام
 لقائد الأحباش أرياط الذي اسس لحقبة الحكم الحبشي لليمن لمدة وصلت
إلى خمسين سنة أنتهت بمقتل أبرهه الأشرم على مشارف مكه ليتولى إبنه يكسوم
الحكم لفتره قصيرة ثم شقيقه مسروق الذي دخل في عهده الملك
سيف بن ذي يزن إلى صنعاء معلنا إنتهاء حكم الأحباش لليمن ولم يستقر
الحكم طويلا له ليستلم من بعده الفرس حكم اليمن واستمر لهم الأمر
في اليمن لأكثر من 40 عاما إلى إن أعتنق "باذان" آخر نواب كسرى
في اليمن للإسلام وقد حاول اليمنيين إستعادة حكم أنفسهم بأنفسهم مع
ظهور حركة التمرد السياسي التي قادها عبهلة العنسي
 "الأسود العنسي"والتي تم تصويرها على إنها حركة إرتداد على الإسلام
لتأليب اليمنيين عليه وإعادة حكم بقايا الفرس إلى الحكم مرة أخرى بعباءة
الدين الإسلامي القائم على مبدء "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى"
فأستطاع فيروز الديلمي على قتل العنسي في منزله بصنعاء , فبدأت مرحلة
جديدة ذابت فيها الخصوصية اليمنية في إطار الشخصية الإسلامية القائمة
على وحدة المسلمين وإلتزامهم بطاعة ولي امر المسلمين في دمشق الأموية
أو بغداد العباسية وأستمر الحال في حكم اليمنيين من قبل غيرهم حتى ظهور فترة
حكم الدويلات التي حكم فيها أجانب قسموا اليمن وجزئوها حسب مصالحهم
وقدراتهم على التمدد في أراضي بعضهم البعض فمحمد بن زياد قائد العباسيين في
اليمتن أستوطن زبيد واسس الدولة الزيادية التي أمتد حكمها إلى بقية مناطق
تهامة وغيرها من مناطق اليمن الداخلية ومع ضعف الدولة الزيادية
 قام أحد عبيد آل زياد وهو "نجاح الحبشي" بالسيطرة على زبيد وقام بإعلان
الدولة الزيادية بوجه آخر كما إن إنتقال منصور بن حوشب إلى اليمن كان
مقدمة لظهور الدولة الصليحية ومثلها دولة الأيوبيين والرسوليين وهكذا بقية دويلات
المدن الأجنبية التي ظهرة في اليمن قبل الحملة العثمانية. وفي العام 977ه/1569م
دخل سنان باشا وهو قائد عثماني من أصل ألباني إلى صنعاء على رأس الحملة
العثمانية التانية وأقام في صنعاء وبدء في إستمالة أهلها بتقديم دعم سخي للجامع
 الكبير فيها فأعاد فرشة بالسجاد وجدد جدرانه وشيد في صحن الجامع غرفة
كبيرة سميت غرفة الزيت وقسمها إلى قسمين أحدهما لخزن زيت مصابيح الجامع
والآخر لحفظ المخطوطات الخاصة بالجامع وكان لسنان باشا خادم من
أصول البانية يدعى "ناظم تيراني" وكان يجيد اللغة العربية وكان سنان باشا
يعتمد عليه في معرفة مطالب أو ما يقولونه العامة مما سمح له بإجادة عدد
من اللهجات اليمنية وبعدها كلفه الوالي العثماني بالخروج إلى مناطق القبائل
الثائرة ضد العثمانيين  شمال صنعاء فأتجه إلى همدان وأقام في منطقة الجاهلية لفترة
قصيرة لم يستطع خلالها من إختراق قبائل همدان نظرا لحالة الوئام التي كانت
 قائمة بينهم إضافتا إلى عدم قدرته على التأقلم معهم خصوصا وإن
بشرته المحمره ولون عينيه كانت تمثل عائق امام قبوله في أوساط القبائل الذين
كانوا ينظرون لتواجده بنوع من الريبة وعدم الإرتياح.خوفا من أن يكون جاسوس
 للوالي العثماني, فأنتقل بعد 4 اشهر إلى عمران التي وجد إنها مجرد تجمع
 إسبوعي للقبائل "سوق"فظل فيها لمدة 3 أشهر أقام خلالها ي بيت بادي وغرب
 عمران وتعرف خلال هذه الفترة على أهم مشائخ المنطقة ومنهم آل الضحاك الذي
 لم يكن لشيخهم مبخوت الضحاك أبناء ذكور عدا إبنه واحدة وكان معروفا بتواضعه
 وتدينه فأنتقل ناظم تيراني إلى منطقة آل الضحاك
شرق ريده وعمل لدى الشيخ مبخوت كسائس للخيول وكان لخبرته العسكرية
 كأحد مماليك الوالي العثماني وجمال صوته أثناء قرائة القرآن وقصصة
عن الأستانه عاصمة الخلافة دور في تقربه من الشيخ مبخوت الذي جعل منه
 أقرب الخدم ثم جعله المسؤل عن حمايته وكان يناديه "الأحمر"نظرا لسحنته المختلفه
عن بقية مرافقيه.ومع كبر سن الشيخ مبخوت وخشيته من أخيه الذي كان
ينافسه على المشيخ وحفاظا على سمعته بعد ان شعر إن هناك نوع من 
الود بين إبنته وناظم "الأحمر" قام بتزويجهما بعد أن أستبدل إسم ناظم بإسم ناصر مع إحتفاظه باللقب الذي أطلقه عليه الشيخ مبخوت فأصبح إسمه/ ناصر الأحمر, وأثناء أحد المعارك بين الشيخ مبخوت الضحاك ولإمام أحمد بن الحسين "أبو طير" أصيب الشيخ مبخوت إصابة بالغة فجمع أهم رجال قبيلته وأعلن أمامهم إن ناصر الأحمر " ناظم تيراني سابقا " واحد من أبناء القبيلة وإن حفيده من إبنته (صالح) هو الشيخ من بعد والده وهذه وصيته التي يجب على قبيلته الموافقه عليها ويالرغم من إن ناصر الأحمر كان غريبا إلا إن هذه الوصية وجدة صدى لدى الأسر الكبيرة في القبيلة التي لم يكن ايا منها لترضى أن تكون غيرها من الأسر هي المهيمنة عليها, فأعتقدة كل إسرة أنها قادرة على إستمالة هذا الغريب والسيطره عليه فقبلت بع موت الشيخ/ مبخوت الضحاك بتنفيذ هذه الوصية وأصبح ناظم أو ناصر الأحمر هو شيخ القبيلة فأستخدم دهائه لتغطية ضعفه من خلال جمع زعماء العشائر وطلب منهم أن يمنحوه صك "رقم" بعدم التعرض له أو أمواله وحمايته هو وذريته من بعده بإعتبارهم "هجره " أي لااصل لهم ولا قبيلة تحميهم, فبدأ مشائخ الدقيمات بالتوقيع وتبعهم وادعه ثم مشائخ بقية المناطق المنطوية في العشيره . وقد استفاد من هذا الرقم لاحقا لتحصين موقعه وضمان الحماية لأبنائه وأحفاده من بعده, ولكي يكون في مأمن من القبائل وبدهائه بدأ بتأجيج الثارات فيما بينهم ثم يقوم بالوساطة بينهم لحل خلافاتهم, ومع تزايد نفوذ الشيخ الغريب ناصر الأحمر شعر الإمام أحمد إبن الحسين "أبو طير" أن هذا الألباني أصبح يشكل خطرا على ملكه خاصة بعد أن بدأ بتأليب القبائل ضد الإمام بحجة إنه لايحترم المناطق وعدم مشاورتهم في أمور الحكم,فجرد الإمام ضده حملة عسكرية تدعمها قبائل همدان التي زادت حماستها لقتل الشيخ الأحمر بعد أن تذكرة إنه المملوك الألباني الذي اقام بينهم لأشهر, وقد ألتقى الطرفان بالقرب من ظفار شرق ريده وكانت واقعة مشهودة قتل فيها الشيخ/ الأحمر "الألباني" وهربت جماعته وبعد إنتهاء المعركة, ترك للوجهاء في القبيلة إختيار شيخهم فقاموا بتنصيب حفيد الضحاك وإبن ناصر الأحمر ليكون شيخا لهم وأستمر المشيخ في هذه السرة حتى اليوم, والشاهد الذي يطرح نفسه إن معركة ظفار بين الإمام أحمد إبن الحسين "ابو طير" والشيخ ناصر الأحمر "ناظم تيراني" جسدة صراع الغرباء في اليمن فناظم تيراني أو الشيخ الأحمر ألباني الأصل خرج من صنعاء كجاسوس للوالي العثماني فأعجبته حياة القبائل واندمج معهم ليصبح أهم شيخ بينهم خلال فترة قصيرة, كما إن الإمام أحمد إبن الحسين "أبو طير" يمثل طيف سياسي قدم من الحجاز "والبعض من إيران" ليحكموا اليمن 58 إماما ووصلت فترة حكمهم مايقارب 1000 عام منذو العام 898م حتى جائت ثورة 1962م لتعيد لليمنيين حكم أنفسهم, ومع إطلالة الأحداث الأخيرة يظهر إن هناك عودة لهؤلاء الغرباء إلى واجهة الأحداث السياسية بلباس مذهبي أو مناطقي,

السبت، 7 مايو 2011

حاكم قطر الأبله وقصة زواجه

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟


 
الشيخة موزة تحتل جانبا هاما من كتاب الزميل الدكتور أسامة فوزي الجديد ” حكامونسوان ” الذي سيصدر في لندن قريبا
ومع أن الشيخة موزة لم تكن الوحيدة من شيخات الخليج اللواتي يحضرن المؤتمر المذكور … فقد جلست على يمينها الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة زوجة حاكم مشيخة البحرين الملك حمد … إلا أن الشيخة موزةوفقا لما ورد في كتاب الزميل فوزي – تمكنت من خطف الأضواء والاستئثار بها بخاصةوانها لم تمانع في التقاط الصور لها … وقيل في حينه أن الشيخة تحاول أن تكرس صورة قطر ” الحديثة“.
لكن مساعي الشيخة موزة وزوجها – كما يقول الدكتور أسامةسوف تصطدم بحقائق التاريخ بخاصة وان المشيخة بتكوينها الحالي لم تكن اكثر من ” غلطةمن غلطات التاريخ … تداخلت فيها فضائح أخلاقية ومالية وجنسية وصراعات على النفوذ بين أفراد العائلة الواحدة وغدر بالمحارم توجه الحاكم الحالي الشيخ حمد الذي طردوالده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يعتاش على الهبات فيالسعودية وغيرها من دول الخليج.
وجاء في الكتاب أن الشيخة موزة نفسها كانتضحية لصفقة مالية وسياسية بين أبيها ناصر المسند والحاكم السابق خليفة فقد كان ناصرالمسند من أهم المعارضين للحكم وتزويج ابنته من ابن الحاكم تم عبر صفقة سياسية تخلىبموجبها المعارض عن معارضته في مقابل نفوذ من نوع خاص لم يكن الشيخ خليفة نفسهيتوقع أن يتطور إلى درجة تصبح فيها العروس الضحية الصفقة ” موزة ” هي الحاكم الفعليفي قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب ابيض أطاح بالشيخ الأب خليفة بل واطاح بأولادزوجها حمد من زوجاته الأخريات.
وكانت المواجهة الإعلامية الأخيرة التي وقعتبين القطريين والمصريين والتي بدأت بتطاول وزير الخارجية القطري على مصر وتهكمه علىالمصريين قد كشفت النقاب عن أسرار عديدة تتعلق بالأسرة الحاكمة في قطر … فقد كتبعادل حمودة الذي كان آنذاك رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف مقالا بعنوان ” ملف الفجورالسياسي في الدوحة ” و ” الانقلابات العائلية في قطر ” و ” خليفة أطاح بحكم ابن عمهفي انقلاب ابيض وابن خليفة أطاح بابيه في انقلاب تلفزيوني“.
والجديد الذيكشف عنه عادل حمودة آنذاك نقلا عن جريدة الأهالي المصرية الصادرة في 31 كانونالثاني 1977 هو أن قطر عقدت مؤتمرا دوليا لجماعات إرهابية متطرفة … وجاء في الجريدة أن ” وزير الداخلية المصري حسن الالفي كشف النقاب امام لجنة الشؤون العربيةوالخارجية والامن القومي ان وزير الداخلية القطري عبدالله بن خالد الذي كان وزيراللاوقاف ومقربا لعدة جماعات متطرفة قد نظم وهو يشغل منصب وزير الاوقاف اجتماعاللتنسيق بين قيادات لجماعات متطرفه حضره كل من ايمن الظواهري وشوقي الاسلامبوليومصطفى حمزة واسامة بن لادن ” وجاء ايضا ان الشيخ فهد ابن حاكم قطر من زوجته الأولىكان عراب هذا التنسيق.
المثير للدهشة ان محطة الجزيرة القطرية لا تشير منقريب او بعيد الى مشيخة قطر والفضائح السياسية والعائلية التي ترتكب في هذه المشيخةبل ولا تتم الاشارة الى تاريخ مشيخة قطر وهو تاريخ يقوم على الغدر بين المحارم.
والاسرة التي تحكم الان في قطر ” اسرة ال ثاني ” هي اسرة سعودية هربت مننجد الى قطر برئاسة الشيخ حمد ال ثاني الكبير الذي اسس مشيخة حاولت الاستقلال عنالنفوذ السعودي … وعين الشيخ شقيقه خلفا له لانه اصلح من ابنه خليفة لكن الشقيق تركالحكم لابنه هو ولم يعيده لابن شقيقه وكانت تلك هي البذرة التي قام عليها نظامالحكم في المشيخة والتي ادت فيما بعد الى انقلابات عائلية بعضها اتسم بالدمويةوالبعض الاخر بالفضائحية مثل انقلاب حمد على ابيه خليفة عام 1995.
عندمااستقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت المشيخة تحت حكم الشيخ احمد بن علي ال ثانيالذي اطيح بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني … وقام خليفةبتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لاولاده الا انه لم يكن يعلم ان الضربةستأتيه من حيث لا يحتسب … أي من ابنه البكر حمد.
وحمد كان اكبر اولاد خليفةوكان افشلهم في الدراسة مما دفع بالاب الى اخراج الابن من المدرسة قبل ان ينهيالثانوية العامة وارساله الى كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن حمد منانهاء الدراسة في الكلية المذكورة حيث فصل منها بعد تسعة اشهر ليعود الى قطر برتبةجنرال … ليصبح قائدا للجيش ووليا للعهد في عام 1971.
تزويج حمد بموزةالمسند شكل انقلابا في حياة حمد … وفي تاريخ المشيخة … وكانت صفقة الزواج بين الخليفة وال المسند صفقة سياسية بالدرجة الاولى تهدف الى وضع حد لطموحات ال المسندولم يكن الشيخ خليفة يتخيل ان ان ابنة خصمة ناصر المسند الصغيرة الجميلة ” موزةيمكن ان تدق المسمار الاخير في نعش خليفة نفسه.
موزة دخلت الى الاسرة كزوجةرابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة … الذي ارتبط ببنات عمومته … وبدل ان تعيش موزةعلى الهامش كما رسم وخطط لها ” حماها ” نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غيرالمتعلم … الطامح بخلافة والده الذي بدا وكانه لن يموت
بدأت الحكاية في يومالثلاثاء الموافق السابع والعشرين من حزيران يونيو عام 1995 … كان الشيخ خليفة قدغادر قطر الى اوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيفالى برودة اوروبا … ولم يكن الشيخ خليفة يعلم ان حفل الوداع الذي اجري له في مطارالدوحة كان الاخير … وان الابن حمد الذي قبل يد والده امام عدسات التلفزيون كان قدانتهى من وضع خطته للإطاحة بابيه واستلام الحكم.
في صبيحة يوم الثلاثاءقطع تلفزيون قطر إرساله لاعلان البيان رقم واحد … وعرض التلفزيون صورا لوجهاءالمشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لابيه … وقيل فيما بعد ان المشاهد التيعرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة … وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة ان ابنه حمدوجه الدعوة الى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون انيكونوا على علم بما يجري وهو الذي دفع مجلة روزاليوسف المصرية الى وصف الانقلاببانه ” انقلاب تلفزيوني“.
تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربينللشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور …وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديدفي الأسرة الحاكمة … ففي فبراير 1996 اعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديديتزعمها ابن عم الشيخ خليفة … ويبدو ان اولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل او باخرفيها انتصارا لجدهم لذا تم طرد الشيخ فهد بن حمد من سلاح الدروع واتهامه بانهاسلامي متطرف ” وتم وضع الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية … وقيل يومها انالشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزة حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو … وهذاما كان حيث اعلن في اكتوبر عام 1996 عن تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد وهو الابنالبكر اللشيخة موزة وهو – مثل ابيه ومثل سائر ابناء حكام الخليج – تخرج من كليةساندهيرست في بريطانيا دون ان يكمل تعليمه الثانوي العادي.
الشيخة موزةوفقا لما تقوله مصادر قطرية مطلعة – كانت عراب هذه الانقلابات في الأسرة الحاكمةوقد نفذتها اعتمادا على رأس حربة من أبناء العائلة نفسها … ونقصد بها الشيخ حمد بنجبر آل ثاني وزير الخارجية.
الشيخ المعزول خليفة هو خال الشيخ حمد فزوجةخليفة هي أخت حمد وقيل ان الاخت قطعت علاقاتها بأخيها بل واصدرت بيانا داخليا فياوساط العائلة وزعته من مقر اقامتها انذاك في أبو ظبي اعلنت فيه براءتها من اخيهاحمد ومن ولديها عبدالله ومحمد اللذين انضما الى اخيهما حمد في انقلابه على ابيه بعدان وزع حمد الكعكة على الجميع فمنح رئاسة الوزارة لعبدالله ونصب خاله وزيراللخارجية وهو الامر الذي دفع مجلة روزاليوسف الى القول : ” لقد وصل الملك لير الىالدوحة ” والملك لير هو بطل احدى مسرحيات شكسبير وتقوم المسرحية المذكورة علىالخيانات والغدر في أوساط العائلة الواحدة.
واذا كان الانقلاب التلفزيونيفي قطر قد نجح في ايصال الشيخ حمد الى حكم المشيخة الا ان رفض الاب خليفة القبولبالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة كشف النقاب عن الكثير من اسرار الحكمفي مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية والاقليمية.
فقد تبين ان عائدات النفطتذهب بالكامل الى حساب شخصي باسم الامير – حوالي عشرة مليارات دولار – وان اقل منعشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة والاجهزة الخدماتية فيها … وتبينايضا ان للامير حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وان جميعرشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب الى الامير واولاده.
هذهالاسرار خرجت الى العلن بعد ان قام الابن بالطلب رسميا من البنوك السويسرية بالحجرعلى اموال ابيه على اعتبار انها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الابواب المغلقةوبوساطات عربية بعد تعهد الاب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة او الاتصالبمؤيديه في الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه ممن كانوا انذاك يقيمون فيهيلتون ابو ظبي.
واذا كانت الشيخة موزة قد نجحت في تنصيب ابنها جاسم ولياللعهد …الا ان هذا لم يمنعها من تطوير علاقاتها ودورها في اوساط الاسرة الحاكمة حتىتضمن المشيخة لابنها بعد وفاة زوجها الذي يعاني من انهيار كلوي … بخاصة وان للشيخالصغير اكثر من خصومة … فأخويه من زوجات ابيه يطلبان المشيخة لانفسهما … وعمه القويالشيخ عبدالله يرى نفسه احق بولاية العهد … لذا فتحت الشيخة موزة نافذة على واشنطنوسبقت ابنها الصغير في اول زيارة قام بها الى امريكا بعد ان تولى ولاية العهدوقيل يومها ان الشيخة تحاول ان تقدم نفسها كشيخة خليجية متحررة ترتدي الكاوبويوتخرج دون محرم و لا تضع العياءة و النقاب..
و مع ذلك قوبلت زيارة ابن موزةالى واشنطن باهتمام خاص من قبل اجهزة الاعلام لرغبة هذه الجهزة في استنطاق الشيخ ومعرفة الدور الذي لعبه على جده الشيخ خليفة و تنحية اخويه الاكبر منه سنا عن منصبولاية العهد بل و اشرافه شخصيا على وضعهما قيد الاقامة الجبرية في الدوحة بعداتهامهما بالتورط في محاولة الانقلاب التي استهدفت ارجاع الشيخ خليفة الىالحكم.
و الشيخ جاسم هو الابن الثالث من الزوجة الثالثة للشيخ حمد بن خليفةحاكم مشيخة قطر الذي عرف باهتماماته النسائية قبل ان ينقلب على ابيه بتحريض من اخرزوجاته الشيخة موزة …فقد تزوج حمد من ابنة عمه الشيخ محمد بن حمد ال ثاني وانجبمنها ابنه البكر الشيخ مشعل البالغ من العمر ثمانية و عشرون عاما كما انجب منهاابنه الثاني الشيخ فهد…قبل ان يتزوج من ابنة عمه ثانية هي ابنة الشيخ خالد بن حمدال ثاني و قد انجب منها اولاده خالد و عبد الله و محمد و خليفة …. اما الزوجةالثالثة و الاخيرة فكانت الشيخة موزة بنت المسند و هي ليست من الشيوخ لكنها تنحدرمن عائلة كانت تطمع بكرسي الحكم في المشيخة وغالبا ما كانت تلعب دور المعارضة الىان دخلت الى قصر الحاكم من خلال الشيخة موزة لتتسلم الحكم من وراء الستار فتحرضزوجها على ابيه واولاده وزوجاته من اجل استلام الحكم ثم تسليم ولاية العهد لابنهاجاسم… وقد انجبت الى جانب جاسم اولادا اخرين اكثرهم شهرة ودونجوانية الشيخ تميمالبالغ من العمر احدى وعشرين سنة قضاها مشفطا سياراته الفاخرة امام مدارس البناتومع الممرضات الفليبينيات … ولا ينافسه في هذه الموهبه الا شقيقه الاصغر جوعان الذيانهى مؤخرا الثانوية العامة بدرجة ممتاز جدا رغم انه لا يفك الخط.
ومع انتاريخ مشيخة قطر يقوم كله على الانقلابات والخيانات والغدر بالمحارم والاقارب … الاان ما فعله الشيخ حمد الحاكم الحالي جدير بان يدخل التاريخ كنموذج للنذالة وشهوةالحكم في اوضح صورها.
فالشيخ حمد كان وليا لعهد ابيه…. انهى دراسته الثانويةدفشا ثم التحق بكلية ساند هرست العسكرية في بريطانيا ليتخرج منها بكرش…. وبمهارةيحسد عليها في مطاردة التساء و صيد الحبارى وقد شارك والده في نهب دخل البلاد منالنفط والغاز ثم استغل ذلك في شرشحة والده بعد الانقلاب عليه حيث اتهمه بالسرقةوالختلاس. زواج حمد من موزة هو الذي قلب كيان الشيخ النسونجي وحوله الى رجل طامعبالحكم ومع ان الحكم كان مقطوعا له باعتباره وليا للعهد الا انه بدء يتضايق من نفوذاولاد عمومه الذين جاهروا باحقيتهم بالحكم فسارع الى الافطار بهم قبل ان يتعشوابه.
موزة بدورها كانت الراس المدبر لعملية الانقلاب .. كانت موزة تعلم انضرتيها –شيختان من ال ثاني- قد اقنعتا الجد الشيخ خليفة الاهتمام بحفيده الشيخ مشعلباعتباره الحاكم القادم وبخاصة ان والده الشيخ حمد المصاب بانهيار في عمل الكلىيمكن ان يموت بين ليلة واخرى – حمد لم يمت فقد انتزع كلية من احد ى بناته وزرعهادون موافقة البنت وامها واشقائها- لذا سرعت موزة عملية ابقلاب على الجد قبل موتزوجها وسارعت الى اتهام الشيخ مشعل ابن زوجها من ضرتها الاولى بالتامر مع جده علىابيه-زوجها- فغزلته من جميع مناصبه العسكرية التي تقلدها بعد عودته من كلية ساندهرست البريطانية ووضغته قيد الاقامة الجبرية باشراف ولدها جاسم الذي يتولى الى جانبمنصب ولاية العهد جميع الشؤون الامنية في المشيخة بما في ذلك رئاسة المخابراتالقطرية.
وكان مصير الاخ الثاني الشيخ فهد مشابها لمصير اخاه الشيخ مشعل فقدجرد الشيخ فهد من مناصبه العسكرية بعد ابهامه بالجنون و بدعم الأفغان العرب من خلالعلاقته الوطيدة باسامة بن لادن ..وكان الشيخ فهد قد مال في ايامه الاخيره الىالتدين فاتهم بالجنون ثم تم وضعه قيد الاقامة الجبرية بعد المحاولة الانقلابيةالفاشلة حيث اتهم بالتورط فيها لعلاقته بكبار الضباط الذين قاموا بها.. كما اتهمباجراء اتصالات سرية مع جده عندما كان مقيما ولاجئا بالامارات بهدف استقطابالعائلات القطرية المقيمة في ابوظبي والتي كانت قد هاجرت اليها في الاربعيناتوالخمسينات بعد خلافها الشديد مع ال ثاني.
زيارة جاسم ابن موزة الى واشنطنتدخل ضمن محاولة الشيخ حمد استصدار شهادة حسن سلوك لابنه باعتباره الحاكم الجديدللمشيخة بخاصة و ان حمد يعلم ان الاوضاع الداخلية في قطر مرشحة للانفجار في أيلحظة… فالى جانب تذمر كبار الضباط من الاوضاع الحالية – حتى انهم اصدروا بيانابتوقيع الضباط الحرار- فان الصراع قد يقع ايضا بين الاشقاء انفسهم , بخاصة وانالشيخين مشعل وفهد يحظيان بحب وتاييد القطريين وبدعم جدهما وانصاره وبعض مشيخاتالخليج المجاورة.
زيارة جاسم الى واشنطن وقبلها زيارة امه موزة تهدف فيماتهدف اليه-وفقا لشيخ معارض من ال ثاني- الى الحصول على ضمانات امريكية بدعم الحكمالحالي سياسيا و عسكريا من خلال الوجود العسكري الامريكي في قطر.
مصادرنا فيالدوحة تؤكد ان الحاكم الحالي للمشيخة قد عرض-مقابل ذلك- تطبيع علاقته باسرائيل…. وفتح انابيب الغاز القطري على مصاريعها لاضائة اوروبا … وتحويل الوجود العسكريالامريكي في قطر الى وجود دائم يفوق عدده وامكاناته الوجود الأمريكي في القواعدالأمريكية في البحرين وخاصة قاعدة العديد الامريكية الجوية في قطر …. فوفقا لتقريرنشرته جريدة وول ستريت جورنال مؤخرا فان مدرج هذا المطار يعتبر الاطول في جميعمطارات الشرق الاوسط اذا يبلغ طوله 4500 مترا وحظائر الطائرات فيه ترتفع عاليةكالجبال وقد بلغت تكلفة بناء هذا المطار اكثر من مليار دولار رغم ان قطر لا تمتلكاكثر من 12 طائرة حربية .لكن القاعدة تعج بثلاثة آلاف عسكري أميركي، قاموا خلالالثمانية أشهر الأخيرة بإرسال المقاتلات الجوية، والدبابات المحمولة جوا، وطائراتالتجسس، من هذا المكان إلى أفغانستان. وهم، في هذه القاعدة، قادرون على مشاهدةافلام مثل فيلم «حرب النجوم» بنسخته الجديدة، داخل مسرح في الهواء الطلق، منصوببشكل مؤقت، أو يقومون بالغطس في المسبحين وفرتهما لهم المؤسسة العسكرية. ونقلتالصحيفة عن المسؤولين القطريين، قولهم إن ما يجري هو بالضبط ما يجب ان يكون إذ أنهمقاموا ببناء نصف القاعدة، لجذب الأميركيين. وضمن المهام التي لها أسبقية، الكيفيةالتي يستطيع المسؤولون القطريون إبقاء القوات الأميركية فيها، أو حتى، إن أمكن،زيادة عددها، عند انتهاء الحرب في أفغانستان. وفي هذا السياق يقول الشيخ حمد بنجاسم بن جبر آل ثاني، وزير الخارجية القطري: «نحن لا نستطيع الدفاع عن قطر، إذاقامت قوة كبيرة بمهاجمتنا. فنحن بحاجة إلى وجود القوات الأميركية والولايات المتحدةفي حاجة إلينا». وإضافة إلى مدرج الإقلاع الطويل في القاعدة، شيدت قطر، مجمعا يضم27 مستودعا يعيش فيها الجنود الأميركيون والدبابات والمدرعات التي قد تستخدم في أيحرب ضد العراق. وقالت «وول ستريت جورنال» ان لكل بلد من بلدان الخليج أسبابهللترحيب بالوجود الأميركي. ففي عمان التي تعتبر بلدا فقيرا وفق المعايير الخليجيةقامت الولايات تساعدها بما لا يقلعن 50 مليون دولارا سنويا. أما في البحرين حيثنضبت موارد النفط الشحيح، فتكمن الأسبقية في جذب المستثمرين الأجانب إلى البحرين معتنامي الخدمات المصرفية فيها. فكجزء من هذه الحملة قام الملك بانهاء الرقابة علىالإعلام والمبادرة إلى إجراء انتخابات حرة. وهو دائما يؤكد أن علاقة بلده بالولايات المتحدة عسكريا هي الضمان لاستقرار البحرين وأمنها. وتمتاز قطر عن جارتها البحرين بغنى مواردها النفطية التي يعتقد الخبراء انها ستصبح بفضل النفط صاحبة أعلى دخل وطني بالنسبة لعدد سكانها. وبدأت قطر قبل ثلاثة أعوام بتهيئة أرضها لاستقبال القوات الأميركية بحجم كبير. وابلغ الامير الشيخ حمد بن خليفة ضيوفاً اميركيين زاروه بقصره، عن رغبته في استقبال 10 آلاف عسكري أميركي ليقيموا بشكل دائم في قاعدة«العٌديد» الجوية التي كانت لا تزال في حينه في طور البناء. وجدد هذا العرض حينمازاره وليام كوهين وزير الدفاع الاميركي السابق والجنرال زيني. وللبرهنة على أن بإمكان الأميركيين الاعتماد عليهم في أوقات الشدة، فتح القطريون مدرجات الإقلاع الجوية أمام الطائرات الأميركية لأداء مهام عسكرية ضد العراق في فترة التسعينات بعدرفض المملكة العربية السعودية السماح لهم من اراضيها. ثم جاءت هجمات 11 سبتمبر(ايلول) على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون) فيواشنطن، لتفتح الطريق لثلاثة آلاف عسكري أميركي كي يقيموا في قاعدة «العٌديد» الجوية حيث قاموا ببناء مدينة عملاقة تغطيها خيمة ضخمة وتسندها أعمدة خشبية عملاقة،وبهذا تم انشاء الموقع القيادي العسكري لإدارة العمليات العسكرية. ويقول المسؤولون الأميركيون والقطريون إنهم قريبون من اليوم الذي سيصبح فيه الوجود العسكري الأميركيدائما في قطر. اذ تفكر الولايات المتحدة في الابقاء في قطر وبشكل دائم، على 50طائرة حربية وعدة آلاف من جنودها، وعرضت قطر انفاق 400 مليون دولار لتطوير القاعدة الجوية، عبر بناء بيوت ثابتة ومستودعات لخزن وقود الطائرات بمعدل مليون غالون مع بناء مواقع الإدارة والقيادة. من جانبها تريد قطر ضمانات أميركية مكتوبة بأن الوجودالعسكري الأميركي سيكون دائما.
ويبقى السؤال الملح وهو : الى متى سيبقى الدعم الامريكي لحكام مشيخة قطر قائما بخاصة في ظل انتهاك حقوق الانسان الذي يمارسيوميا في المشيخة … وفي ظل وجود علاقات مشبوهة بين حكام المشيخة وجهات متطرفة تعتبرها الولايات المتحدة ” ارهابية“.
والى متى ستحافظ المشيخة على استقرارها الداخلي بخاصة وان الامير يعاني من فشل كلوي … وغيابه المفاجيء في ظل وجود ابيه في السعودية سيؤدي الى خلط الاوراق مجددا