السبت، 14 مايو 2011

الغرباء في اليمن حكم قديم....هل يعود


بسم الله الرحمن الرحيم

المعروف تاريخيا أن التبابعة هم آخر اليمنيين الذين حكموا اليمن قبل الإسلام وجاء بعدهم خحكام أما محتلين للأرض اليمنية أو متسللين إليها, فبعد إنتها حكم التبابعة وضعف الدولة الحميرية جاءت الحملة الحبشية لإحتلال اليمن بحجة حماية نصارى الحجاز, "أصحاب الأخدود"
الذي أضطهدهم الملك معد يكرب بن يعفر الملقب "ذو نواس"
بعد إعتناقه الديانة اليهودية وإجبار اليمنيين على إعتناقها,فكانت الحملة العسكرية للأحباش الذين دخلوا صنعاء بعد موت الملك ذو نواس الذي فضل الغرق في البحر الأحمرعلى الإستسلام
 لقائد الأحباش أرياط الذي اسس لحقبة الحكم الحبشي لليمن لمدة وصلت
إلى خمسين سنة أنتهت بمقتل أبرهه الأشرم على مشارف مكه ليتولى إبنه يكسوم
الحكم لفتره قصيرة ثم شقيقه مسروق الذي دخل في عهده الملك
سيف بن ذي يزن إلى صنعاء معلنا إنتهاء حكم الأحباش لليمن ولم يستقر
الحكم طويلا له ليستلم من بعده الفرس حكم اليمن واستمر لهم الأمر
في اليمن لأكثر من 40 عاما إلى إن أعتنق "باذان" آخر نواب كسرى
في اليمن للإسلام وقد حاول اليمنيين إستعادة حكم أنفسهم بأنفسهم مع
ظهور حركة التمرد السياسي التي قادها عبهلة العنسي
 "الأسود العنسي"والتي تم تصويرها على إنها حركة إرتداد على الإسلام
لتأليب اليمنيين عليه وإعادة حكم بقايا الفرس إلى الحكم مرة أخرى بعباءة
الدين الإسلامي القائم على مبدء "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى"
فأستطاع فيروز الديلمي على قتل العنسي في منزله بصنعاء , فبدأت مرحلة
جديدة ذابت فيها الخصوصية اليمنية في إطار الشخصية الإسلامية القائمة
على وحدة المسلمين وإلتزامهم بطاعة ولي امر المسلمين في دمشق الأموية
أو بغداد العباسية وأستمر الحال في حكم اليمنيين من قبل غيرهم حتى ظهور فترة
حكم الدويلات التي حكم فيها أجانب قسموا اليمن وجزئوها حسب مصالحهم
وقدراتهم على التمدد في أراضي بعضهم البعض فمحمد بن زياد قائد العباسيين في
اليمتن أستوطن زبيد واسس الدولة الزيادية التي أمتد حكمها إلى بقية مناطق
تهامة وغيرها من مناطق اليمن الداخلية ومع ضعف الدولة الزيادية
 قام أحد عبيد آل زياد وهو "نجاح الحبشي" بالسيطرة على زبيد وقام بإعلان
الدولة الزيادية بوجه آخر كما إن إنتقال منصور بن حوشب إلى اليمن كان
مقدمة لظهور الدولة الصليحية ومثلها دولة الأيوبيين والرسوليين وهكذا بقية دويلات
المدن الأجنبية التي ظهرة في اليمن قبل الحملة العثمانية. وفي العام 977ه/1569م
دخل سنان باشا وهو قائد عثماني من أصل ألباني إلى صنعاء على رأس الحملة
العثمانية التانية وأقام في صنعاء وبدء في إستمالة أهلها بتقديم دعم سخي للجامع
 الكبير فيها فأعاد فرشة بالسجاد وجدد جدرانه وشيد في صحن الجامع غرفة
كبيرة سميت غرفة الزيت وقسمها إلى قسمين أحدهما لخزن زيت مصابيح الجامع
والآخر لحفظ المخطوطات الخاصة بالجامع وكان لسنان باشا خادم من
أصول البانية يدعى "ناظم تيراني" وكان يجيد اللغة العربية وكان سنان باشا
يعتمد عليه في معرفة مطالب أو ما يقولونه العامة مما سمح له بإجادة عدد
من اللهجات اليمنية وبعدها كلفه الوالي العثماني بالخروج إلى مناطق القبائل
الثائرة ضد العثمانيين  شمال صنعاء فأتجه إلى همدان وأقام في منطقة الجاهلية لفترة
قصيرة لم يستطع خلالها من إختراق قبائل همدان نظرا لحالة الوئام التي كانت
 قائمة بينهم إضافتا إلى عدم قدرته على التأقلم معهم خصوصا وإن
بشرته المحمره ولون عينيه كانت تمثل عائق امام قبوله في أوساط القبائل الذين
كانوا ينظرون لتواجده بنوع من الريبة وعدم الإرتياح.خوفا من أن يكون جاسوس
 للوالي العثماني, فأنتقل بعد 4 اشهر إلى عمران التي وجد إنها مجرد تجمع
 إسبوعي للقبائل "سوق"فظل فيها لمدة 3 أشهر أقام خلالها ي بيت بادي وغرب
 عمران وتعرف خلال هذه الفترة على أهم مشائخ المنطقة ومنهم آل الضحاك الذي
 لم يكن لشيخهم مبخوت الضحاك أبناء ذكور عدا إبنه واحدة وكان معروفا بتواضعه
 وتدينه فأنتقل ناظم تيراني إلى منطقة آل الضحاك
شرق ريده وعمل لدى الشيخ مبخوت كسائس للخيول وكان لخبرته العسكرية
 كأحد مماليك الوالي العثماني وجمال صوته أثناء قرائة القرآن وقصصة
عن الأستانه عاصمة الخلافة دور في تقربه من الشيخ مبخوت الذي جعل منه
 أقرب الخدم ثم جعله المسؤل عن حمايته وكان يناديه "الأحمر"نظرا لسحنته المختلفه
عن بقية مرافقيه.ومع كبر سن الشيخ مبخوت وخشيته من أخيه الذي كان
ينافسه على المشيخ وحفاظا على سمعته بعد ان شعر إن هناك نوع من 
الود بين إبنته وناظم "الأحمر" قام بتزويجهما بعد أن أستبدل إسم ناظم بإسم ناصر مع إحتفاظه باللقب الذي أطلقه عليه الشيخ مبخوت فأصبح إسمه/ ناصر الأحمر, وأثناء أحد المعارك بين الشيخ مبخوت الضحاك ولإمام أحمد بن الحسين "أبو طير" أصيب الشيخ مبخوت إصابة بالغة فجمع أهم رجال قبيلته وأعلن أمامهم إن ناصر الأحمر " ناظم تيراني سابقا " واحد من أبناء القبيلة وإن حفيده من إبنته (صالح) هو الشيخ من بعد والده وهذه وصيته التي يجب على قبيلته الموافقه عليها ويالرغم من إن ناصر الأحمر كان غريبا إلا إن هذه الوصية وجدة صدى لدى الأسر الكبيرة في القبيلة التي لم يكن ايا منها لترضى أن تكون غيرها من الأسر هي المهيمنة عليها, فأعتقدة كل إسرة أنها قادرة على إستمالة هذا الغريب والسيطره عليه فقبلت بع موت الشيخ/ مبخوت الضحاك بتنفيذ هذه الوصية وأصبح ناظم أو ناصر الأحمر هو شيخ القبيلة فأستخدم دهائه لتغطية ضعفه من خلال جمع زعماء العشائر وطلب منهم أن يمنحوه صك "رقم" بعدم التعرض له أو أمواله وحمايته هو وذريته من بعده بإعتبارهم "هجره " أي لااصل لهم ولا قبيلة تحميهم, فبدأ مشائخ الدقيمات بالتوقيع وتبعهم وادعه ثم مشائخ بقية المناطق المنطوية في العشيره . وقد استفاد من هذا الرقم لاحقا لتحصين موقعه وضمان الحماية لأبنائه وأحفاده من بعده, ولكي يكون في مأمن من القبائل وبدهائه بدأ بتأجيج الثارات فيما بينهم ثم يقوم بالوساطة بينهم لحل خلافاتهم, ومع تزايد نفوذ الشيخ الغريب ناصر الأحمر شعر الإمام أحمد إبن الحسين "أبو طير" أن هذا الألباني أصبح يشكل خطرا على ملكه خاصة بعد أن بدأ بتأليب القبائل ضد الإمام بحجة إنه لايحترم المناطق وعدم مشاورتهم في أمور الحكم,فجرد الإمام ضده حملة عسكرية تدعمها قبائل همدان التي زادت حماستها لقتل الشيخ الأحمر بعد أن تذكرة إنه المملوك الألباني الذي اقام بينهم لأشهر, وقد ألتقى الطرفان بالقرب من ظفار شرق ريده وكانت واقعة مشهودة قتل فيها الشيخ/ الأحمر "الألباني" وهربت جماعته وبعد إنتهاء المعركة, ترك للوجهاء في القبيلة إختيار شيخهم فقاموا بتنصيب حفيد الضحاك وإبن ناصر الأحمر ليكون شيخا لهم وأستمر المشيخ في هذه السرة حتى اليوم, والشاهد الذي يطرح نفسه إن معركة ظفار بين الإمام أحمد إبن الحسين "ابو طير" والشيخ ناصر الأحمر "ناظم تيراني" جسدة صراع الغرباء في اليمن فناظم تيراني أو الشيخ الأحمر ألباني الأصل خرج من صنعاء كجاسوس للوالي العثماني فأعجبته حياة القبائل واندمج معهم ليصبح أهم شيخ بينهم خلال فترة قصيرة, كما إن الإمام أحمد إبن الحسين "أبو طير" يمثل طيف سياسي قدم من الحجاز "والبعض من إيران" ليحكموا اليمن 58 إماما ووصلت فترة حكمهم مايقارب 1000 عام منذو العام 898م حتى جائت ثورة 1962م لتعيد لليمنيين حكم أنفسهم, ومع إطلالة الأحداث الأخيرة يظهر إن هناك عودة لهؤلاء الغرباء إلى واجهة الأحداث السياسية بلباس مذهبي أو مناطقي,