الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

نظرة حانية إلى هذا الطريق العجوز



سبتمبر نت



لا أحد ينكر أن الفترة الأخيرة من حياة البلاد
قد شهدت نشاطاً منقطع النظير في

مد الطرق وإقامة الجسور، عشرات
وربما مئات الطرق التي تم إنجازها على

طول البلاد وعرضها، وفي المحافظات
النائية على وجه الخصوص كما هو

الحال في حضرموت والمهرة، لكن هذا الاحتفاء بشق الطرق وسفلتتها في كثير

من مناطق البلاد إن لم يكن فيها كلها، وفي المدن الكبيرة والصغيرة، قد جعل

المسئولين ينسون أو يتناسون الطرق القديمة وما تتعرض له من تشققات

وتصدعات ومن محو وانحسار - وفي المقدمة طريق الحديدة - صنعاء هذا

الشريان التاريخي الذي يحتفظ له كل اليمنيين بجميل لا يُنسى فقد كان أول شريان

للحياة في هذه البلاد، وعليه وصلت دبابات التحرير، وسارت حاملات الجنود

وبفضله انتصرت الثورة وترسّخ كيانها. ولم يبق هناك أدنى شك في أن الطرق

الطويلة والقصيرة على السواء تمثل شرايين الحياة الاقتصادية والاجتماعية،

وأن تيسير النقل بين المناطق النائية والقريبة من المدن الرئيسية وإليها يفتح

أبواباً واسعة للتواصل الحميم بين المواطنين ويجعل القرية تغذي المدينة،

والمدينة تغذي القرية. ولا يعرف الأثر الحقيقي للطرق الحديثة في بلادنا إلا الجيل

الذي عانى من الأسفار الطويلة داخل وطنه، وكان يقطع المسافة بين صنعاء والحديدة،

على ظهور الجمال أو الحمير في عشرة أيام، وكان الأمر كذلك بين تعز وصنعاء،

وبين أية مدينة في شمال الوطن وجنوبه، والذين كانوا يسافرون من صنعاء إلى

عدن أو من عدن إلى صنعاء كانوا يكتبون وصاياهم قبل السفر وكأنهم سيذهبون

إلى آخر الدنيا. وأعود ثانية إلى الحديث عن طريق الحديدة صنعاء، هذا الطريق

العجوز الذي يزيد عمره عن عمر الثورة بعامين أو ثلاثة، فقد أصبح منذ سنوات

يعاني، وأصبحت بعض مفاصله تشكل خطراً على السيارات التي تتزاحم عليه صباح

مساء وعلى مدار الساعة، وصار هذا الطريق العجوز يحتاج إلى نظرة حانية تعيد إليه

حيويته وبعضاً من شبابه، وتنقذه من حالة التردي والإهمال. ولا شك أنه تحمّل

كثيراً وسارت عليه آلاف الدبابات وآلاف القاطرات وملايين السيارات وفي بعض

المواقع أصبح أثراً بعد عين. ولولا أن الذين تولوا شقه وسفلتته كانوا على قدر من

الإخلاص والأمانة

لكان قد اندثر منذ ثلاثين عاماً، فالطرق كالبشر والآلات لها عمر افتراضي لا يتقدم

ولا يتأخر.وحتى لا يتهمني البعض بالتحيز والقصور عن المتابعة، أعترف بأن جهداً

ما قد بُذل من قِبل وزارة الأشغال في سنوات سابقة حيث قامت بترميم وترقيع بعض

أجزائه المهترئة إلا أن ذلك لم يكن كافياً وغير مجد فالطريق كله بحاجة إلى إعادة

إصلاح وسفلتة وإلى توسيع وإضافة طرق ذات اتجاهين في المنعطفات الخطرة

وما أكثرها في هذا الطريق الجبلي لا سيما في منطقة الحيمة وتحت مناخه، وأظن

أن وزارة الأشغال ومصلحة الطرقات بعد أن قامتا بتنفيذ العديد من الطرق الناجحة

في مواقع كثيرة من الوطن قادرتان على التفرغ لإصلاح طريق الحديدة - صنعاء.

وحل مشكلة "نقيل سمارة" و"نقيل ثره" وإذا تمكنتا من تحقيق ذلك الهدف

فتكونا قد أسديتا للبلاد وأهلها خدمة جليلة لا تُنسى. الطبعة الثانية من كتاب "روائع

شعر النشيد الصنعاني": في سلسلة الروائع، صدر عن "اتحاد المبدعين العرب"

الطبعة الثانية من كتاب "روائع شعر النشيد الصنعاني" جمع وإعداد وترتيب

الأستاذ علي محسن الأكوع رئيس جمعية المنشدين اليمنيين. وتقع الطبعة الجديدة

في ما يقرب من 600 صفحة من القطع الكبير وتضم أكثر من 300 قصيدة

في مناسبات مختلفة ولشعراء ينتمون إلى العصور القديمة والعصر الحديث.

وللكتاب عدد من المقدمات التي تشيد بالكتاب وبجامعه، وما بذله من جهد في

التصحيح والتحقيق في نسبة القصائد إلى أصحابها. تأملات شعرية:

لا جدوى من عشق الأرض إذا لم يسكن ماءُ مفاتِنها في الوجدانْ. وتغدو

الأشجار سياجاً للروح وتغدو الأحجار فصول كتابٍ لا يسأمه الإنسانْ. يارب:

وهَبْتَ البحرَ لنا والأرضَ فهل نطمع في أن تتحررَ أرواحُ الناس من الجشعِ

الطاغي والأضغان؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رد على الموضوع